لكن الخبراء يعتقدون أن سحابة الرماد لا تشكل خطرا على السكان لأن كمية المواد الضارة التي تتضمنها لا تزيد على المعدل المسموح به. ونعيد إلى أذهانكم أن البركان الذي ثار يوم 14 أبريل (نيسان) الحالي يبعد مسافة 200 كيلومتر عن عاصمة إسلاندا مدينة ريكيافيك. وقذف البركان إلى الهواء كمية كبيرة من الرماد، الأمر الذي أدى إلى إغلاق العديد من المطارات الأوروبية. وما زال آلاف من الناس في قاعات الانتظار أملا منهم في أن تتبدد سحابة الرماد في الأيام القريبة القادمة. ومن خيبوا الأمل يتجمعون للوصول معا بالسيارات إلى المكان المطلوب. وواضح أن أجرة السيارات أزدادت أضعافا في كل البلدان الأوروبية. وفي المطارات الروسية تم إلغاء أو تأجيل 500 رحلة جوية بسبب ثورة البركان، مما ألحق ضررا كبيرا بما يزيد على 32 ألف شخص. وأعطى رئيس الحكومة الروسية فلاديمير بوتين توجيهات بشأن تقديم الدعم الضروري لمواطني روسيا الذين لا يستطيعون مغادرة أوروبا. فقال:
من المبين تماما أنه ينبغي مساعدة الناس فيما يتعلق بتمديد التأشيرة لأن مدة صلاحيتها انتهت لدى الكثيرين منهم أو لدى بعضهم على الأقل. وعموما يتوجب على موظفي القنصليات الروسية أن يعملوا اليوم بنشاط متزايد وأن يردوا بفعالية على ما يجري الآن. عليهم أن يلتقوا بالناس وأن يطلعوا على مشاكلهم ويساعدوهم. هذا أولا. وثانيا – ينبغي تنظيم نقل مواطنينا من البلدان الأوروبية بوسائل أخرى.
تلحق سحابة الرماد بقطاع النقل الجوي خسائر تبلغ يوميا نحو 200 مليون دولار. ولذا تحاول شركات الخطوط الجوية استئناف نقل الركاب. ويقول الطيارون إن الرماد البركاني لم يؤثر سلبيا على الطائرات أثناء رحلات تجريبية.
يشير الاختصاصيون الذين يتابعون ثورة البركان في إسلاندا إلى أنه لا يزال يقذف الرماد. والأنكى من ذلك فإن كميته ازدادت خلال اليوم الأخير. ويجدر بالذكر أن ثورة البركان الأخيرة التي حدثت قبل 200 عام استمرت سنتين. غير أنها لم تؤثر بشكل ملحوظ على مناخ الأرض وحياة الناس خلافا لما حدث عام 1816 عندما غطت الشمس سحابة الرماد الناتج عن ثورة بركان تامبورا في إندونيسيا. وبالنتيجة انخفضت درجة حرارة الجو في نصف الكرة الأرضية الشمالي كله. أما ثورة بركان إسلاندا فهي أقل شدة بكثير.
وسام الادارة